أبو بكر الصديق عبد الله بن
عثمان التيمي القرشي (50
ق.هـ - 13هـ / 573م - 634م) أول الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين
بالجنة، وهو وزير نبي الإسلام محمد وصاحبه، ورفيقه عند هجرته إلى المدينة المنورة، ويعتبره أهل السنة والجماعة خيرَ الناس بعد الأنبياء والرسل، وأكثرَ الصحابة إيماناً وزهداً، وأحبَّ الناس إلى النبي محمد بعد زوجته عائشة. وعادة ما يُلحَق اسمه بلقب الصّدّيق، وهو لقب لقبه إياه النبي محمد
لكثرة تصديقه إياه.
ولد أبو بكر في مكة سنة 573م بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر ]. وكان من أغنياء قريش في الجاهلية، ولما دعاه النبي محمد إلى الإسلام أسلم دون تردد، فكان أول من أسلم من الرجال الأحرار. ثم هاجر أبو بكر
مرافقاً للنبي محمد من مكة إلى المدينة، وشهد غزوة بدر والمشاهد كلها مع النبي محمد، ولما مرض النبي مرضه الذي مات فيه أمر أبا بكر أن
يؤم الناس في الصلاة. توفي النبي محمد يوم الاثنين 12 ربيع
الأول
سنة 11هـ، وبويع أبو بكر بالخلافة في اليوم نفسه، فبدأ بإدارة شؤون الدولة الإسلامية من تعيين الولاة والقضاء وتسيير الجيوش، وارتدت كثير من القبائل
العربية عن الإسلام، فأخذ يقاتلها ويرسل الجيوش لمحاربتها حتى أخضع الجزيرة العربية بأكملها تحت الحكم الإسلامي، ولما انتهت حروب الردة، بدأ أبو بكر بتوجيه الجيوش الإسلامية لفتح العراق وبلاد الشام، ففتح معظم العراق وجزءاً كبيراً من أرض الشام. توفي أبو بكر يوم
الاثنين 22 جمادى
الآخرة
سنة 13هـ، وكان عمره ثلاثاً وستين سنة، فخلفه من بعده عمر بن الخطاب.
مولده ونشأته
ولد أبو بكر في مكة سنة 573م بعد عام الفيل الذي وُلد فيه النبي محمد بسنتين وستة أشهر،[ ] فكان أصغر عُمراً منه، ولم يختلف العلماء في أن أبا بكر وُلد بعد عام الفيل، وإنما اختلفوا في المدة التي كانت بعد عام الفيل، فبعضهم قال بثلاث
سنين، وبعضهم قال بسنتين وستة أشهر، وآخرون قالوا بسنتين وأشهر ولم يحددوا عدد
الأشهر
وقد نشأ أبو بكر وترعرع في مكة، وكان من
رؤساء قريش وأشرافها في الجاهلية، محبباً فيهم، مألفاً لهم، وكان إليه الأشناق في
الجاهلية، والأشناق هي الدِّيات، وكان إذا حمل شيئاً صدَّقته قريش وأمضوا حمالته
وحمالة من قام معه، وإن احتملها غيرُه خذلوه ولم يصدقوه.] ويُقال
أن الشرف في قريش في الجاهلية كان قد انتهى إلى عشرة رهط من عشرة أبطن، منهم العباس بن عبد المطلب من بني هاشم، وأبو سفيان بن حرب من بني أمية، وعثمان بن طلحة بن زمعة بن الأسود من بني أسد، وأبو بكر من بني تيم، وخالد بن الوليد من بني مخزوم، وعمر بن الخطاب من بني عدي، وصفوان بن أمية من بني جمح، وغيرهم
وقد اشتهر أبو بكر في الجاهلية بصفات عدة، منها العلم بالأنساب، فقد كان عالماً من علماء الأنساب
وأخبار العرب، وله في ذلك باعٌ طويل جعله أستاذ الكثير من النسابين كعقيل بن أبي طالب وجبير بن مطعم وغيرهما، وكانت له صفة حببته إلى قلوب العرب، وهي أنه لم يكن يعيب
الأنساب، ولا يذكر المثالب بخلاف غيره، ] وقد كان أبو بكر أنسبَ قريش لقريش وأعلمَ قريش بها وبما فيها من خير
وشر،
وقد رُوي أن النبي محمداً قال: «إن أبا بكر أعلمُ قريش بأنسابها»».
إسلامه
كان إسلام أبي بكر وليد رحلة طويلة في
البحث عن الدين الذي يراه الحق، والذي ينسجم برأيه مع الفطرة السليمة ويلبي
رغباتها، فقد كان بحكم عمله التجاري كثير الأسفار، قطع الفيافي والصحاري، والمدن
والقرى في الجزيرة العربية، وتنقل من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، واتصل اتصالاً
وثيقاً بأصحاب الديانات المختلفة وبخاصة النصرانية،[ وقد حدث
أبو بكر عن ذلك فقال: كنت جالساً بفناء الكعبة، وكان زيد بن عمرو بن نفيل قاعداً، فمر أمية بن أبي الصلت، فقال: «كيف أصبحت يا باغي الخير؟»، قال: «بخير»، قال: «وهل وجدت؟»،
قال: «لا»، فقال
هجرته
لما اشتد البلاء على المسلمين بعد بيعة العقبة الثانية، أذن الرسولُ محمد لأصحابه بالهجرة إلى المدينة المنورة، فجعلوا يخرجون ويُخفون ذلك، فنزلوا على الأنصار في دورهم فآووهم ونصروهم، ] وأقام النبي محمد بمكة بعد أصحابه من المهاجرين ينتظر أن يُؤذن له في
الهجرة، ولم يتخلف معه بمكة إلا من حُبس أو فُتن، إلا علي بن أبي طالب وأبو بكر، وكان أبو بكر كثيراً ما يستأذن النبي محمداً في الهجرة
فيقول النبي له:
«لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحباً»، فيطمع أبو بكر أن يكونه. ] ولما رأت
قريش أن النبي محمداً قد صار له أصحاب من غيرهم بغير بلدهم، ورأوا خروج أصحابه من
المهاجرين إليهم، عرفوا أنهم قد نزلوا داراً وأصابوا منهم مَنعة، فحذِروا خروج
النبي محمد إليهم، فاجتمعوا في دار الندوة يتشاورون فيما يصنعون في أمره، فاتفقوا أن يأخذوا من كل قبيلة فتى
شاباً ليعمدوا إليه فيضربوه ضربة رجل واحد فيقتلوه، فيتفرَّق دمُه في القبائل
جميعها، ولكن النبي محمداً علم بأمرهم وتمكن من الخروج من بيته سالماً
جهاده
شهد أبو بكر مع النبي محمد غزوة بدر والمشاهد كلها، ولم يَفُتْه منها مشهد، فقد شارك
أبو بكر في غزوة بدر سنة 2هـ، وكانت له فيها مواقف مشهورة، فلما بلغ النبيَّ محمداً نجاةُ القافلة
وإصرارُ زعماء مكة على قتال النبي، استشار أصحابه في الأمر،[ فقام أبو
بكر أولاً فقال وأحسن، ثم قام عمر بن الخطاب فقال وأحسن وقد ظهرت من أبي بكر
شجاعة وبسالة، وقد شارك ابنه عبد الرحمن في هذه المعركة مع المشركين، فلما أسلم قال لأبيه: «لقد أهدفت لي (أي
ظهرت أمامي) يوم بدر، فملت عنك ولم أقتلك»، فقال له أبو بكر: «لو أهدفت لي لم أمل
عنك»
وشهد أبو بكر غزوة أحد سنة 3هـ، ولما تفرق المسلمون من حول النبي محمد، وتبعثر الصحابة في أرجاء الميدان، وشاع أن الرسولَ محمداً قد قُتل، شقَّ أبو بكر
الصفوف، وكان أولَ من وصل إلى الرسول محمد، وقد اجتمع إلى الرسول محمد آنذاك كلُّ
من: أبو بكر، وأبو عبيدة بن الجراح، وعلي بن أبي طالب، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وعمر بن الخطاب، والحارث بن الصمة، وأبو دجانة، وسعد بن أبي وقاص، وغيرهم
ميلاده ونشأته
هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب (واسمه شيبة) بن هاشم (واسمه عمرو) بن عبد مناف (واسمه المغيرة) بن قصي (واسمه زيد) بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر (واسمه قيس) وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة (واسمه عامر) بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. لا يعرف يقينا متى ولد علي بن أبي طالب، لكن بحسب بعض مصادر التراث
مثل ما ورد في العمدة:24 فإنه ولد بمكة يوم الجمعة الثالث
عشر من رجب بعد ثلاثين عاما من عام الفيل، أي الموافق 17 مارس 599 م أو 600 وفقا للموسوعة
البريطانية [ وتقول مصادر أخرى 23 أكتوبر 598 م أو 600 م ]. وهو أصغر ولد أبوه أبو طالب بن عبد
المطلب
بن هاشم أحد سادات قريش والمسؤول عن السقاية فيها. ويرجع نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم أحد أنبياء الإسلام. وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، قيل أنها أولهاشمية تلد لهاشمي، [ وكان والدا علي قد كفلا محمدا حين توفي والداه وجده وهو صغير فتربى ونشأ في بيتهما.
تضاربت الروايات بأن عليا بن أبي طالب ولد
داخل الكعبة، حيث يؤكد الشيعةأنه المولود الوحيد داخل الكعبة وفقا لروايات تقول أن موضع بأحد جدران الكعبة يسمى المستجار قبل الركن اليماني قد انشق لفاطمة بنت أسد حين ضربها الطلق فدخلت الكعبةوولدت علي.
وذكر ذلك في المصادر السنية ومنها المستدرك للحاكم فجاء فيه: «تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه في جوف الكعبة» ]، وورد هذا الخبر في مواضع أخرى من كتب السنة وتضيف كتب الشيعة أنه عندما وصل خبر دخول فاطمة بنت أسد الكعبة, إلى
أبي طالب أقبل هو وجماعة وحاولوا فتح باب الكعبة, حتى تصل النساء إلى فاطمة ليساعدنها
على أمر الولادة, ولكنهم لم يستطيعوا فتح الباب بينما
ينكر بعض علماء الدين والمؤرخين السنة هذه الروايات الشيعية، حيث ضعف السيوطي سند رواية الحاكم وضعفها صاحب تهذيب
الأسماء والثابت عند بعض أهل السنة هو أن حكيما بن حزام هو الذي ولد في جوف الكعبة كما أورد ذلك الحاكم والذهبي وابن حجر وغيرهم ].تذكر بعض المصادر أن فاطمة أرادت أن تسميه أسدا أو حيدرة تيمنا بأبيها، بينما أراد أبو طالب أن يسميه زيدا، لكن محمدا سماه عليا]، وفي مصادر أخرى أن أمه جاءها هاتف يأمرها بتسميته علي]، وروي أيضا أن والده وجد لوحا مكتوب عليه أبياتا من الشعر في مدح
ابنه وتسميه علي
حين كان علي ما بين الخامسة والسادسة من
عمره مرت بمكة سنين عسرة وضيق أثّرت
على الأحوال الاقتصادية في مكة وما حولها، وكان لأبي طالب ثلاثة أبناء: علي وعقيل وجعفر، فذهب إليه الرسول محمد وعمه العباس بن عبد المطلب وعرضا عليه أن يأخذ كل منهما ولدا من أبنائه يربيه ويكفله تخفيفا
للعبء الذي عليه، فأخذ العباس جعفر وأخذ محمد عليا، فتربى في بيته وكان ملازما له أينما ذهب ، وتذكر بعض المصادر
أنه كان يذهب معه إلى غار حراء للتعبد والصلاة ، كما يُذكر أنه كان قبل الإسلام حنفيا ولم يسجد لصنم قط طيلة حياته، ولهذا يقول المسلمون "كرم الله وجهه" بعد ذكر
اسمه، وقيل لأنه لم ينظر لعورة أحد قط
إسلامه
أسلم علي وهو صغير، بعد أن عرض النبي محمد, الإسلام على أقاربه من بني هاشم, تنفيذا لما جاء في القرآن ]. وقد ورد
في بعض المصادر أن محمدا قد جمع أهله وأقاربه على وليمة, وعرض عليهم الإسلام، وقال أن من يؤمن به سيكون وليه ووصيه وخليفته من بعده، فلم يجبه أحد
إلا عليا. سمي هذا الحديث "حديث يوم الدار" أو "إنذار يوم الدار" أو "حديث دعوة العشيرة" ]، وقد ذكر في العديد من الكتب بروايات مختلفة منها ما أورده الطبري في تاريخه 2 ص 216
أعماله في عهد النبي
كان عليا موضع ثقة رسول الله محمد، فكان
أحد كتاب القرآن أو كتاب الوحي الذين يدونون القرآن في حياة النبي محمد. وكان أحد سفرائه الذين يحملون الرسائل ويدعون القبائل للإسلام،
واستشاره محمد في الكثير من الأمور مثلما استشاره في ما يعرف بحادثة الإفك []. شهد بيعة الرضوان وأمره محمد حينها بتدوين وثيقة صلح الحديبية وأشهده عليه. يروى في الاستيعاب أن
محمد بعث خالد بن الوليد إلى اليمن ليدعوهم فبقي هناك ستة أشهر فلم يجبه أحد فبعث محمد بعلي
إلى اليمن فأسلمت على يديه قبيلة همدان كلها، وتتابع بعدها أهل اليمن في الدخول إلى الإسلام ولم تكن
هذة المرة الأخيرة التي يذهب فيها علي إلى اليمن حيث ولاه محمد قضاء اليمن لما عرف عنه من عدل وحكمة في القضاء، فنصحه ودعا له، ثم أرسله إلى
هناك سنة 8 هـ ومكث به عام واحد كما ساهم في فض النزاعات وتسوية الصراعات بين بعض
القبائل]. ورد في الكامل أنه عند فتح مكة أراد سعد بن عبادة دخول مكة مقاتلاً
عكس ما أمر به محمد حيث أنه أراد دخول مكة بلا قتال، فحين سمع محمد ذلك أرسل علي
خلف سعد فلحقه وأخذ الراية منه ودخل بها مكة، بعدها أمره محمد بكسر الأصنام التي كانت حول الكعبة
غزواته مع محمد
شهد علي جميع المعارك معه إلا غزوة تبوك خلفه فيها على المدينة وعلى عياله بعده وقال له: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى
إلا أنه لا نبي بعدي "، وسلم له الراية في الكثير من المعارك. عرف علي بن أبي طالب ببراعته وقوته في القتال، وقد تجلى هذا في غزوات
الرسول؛ ففي غزوة بدر، هزم علي الوليد بن عتبة، وقتل ما يزيد عن 20 من المشركين وغزوة أحد قتل طلحة بن
عبد العزى
حامل لواء قريش في المعركة، وأرسله محمد
إلى فدك فأخذها في سنة 6 هـ وفي غزوة الأحزاب قتل عمرو بن ود العامري أحد فرسان العرب وفي غزوة خيبر، هزم فارس اليهود مرحب، وبعد أن عجز جيش المسلمين مرتين عن اقتحام
حصن اليهود، قال محمد: «لأدفعن الراية إلى
رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ويفتح عليه» فأعطاها لعلي ليقود الجيش، وفتح الحصن وتحقق النصر للمسلمين. وقيل إنه اقتحم حصن خيبر متخذاّ الباب درعا له لشدة قوته في القتال.
وكان ممن ثبت مع محمد في غزوة حنين ]. وكان لعلي سيف شهير أعطاه له محمد في غزوة أحد عرف باسم ذو الفقار ] كما
أهداه محمد درعا عرفت بالحطمية ويقال أنها سميت بهذا الاسم لكثرة السيوف التي تحطمت
عليها.
اغتياله
كان علي يؤم المسلمين في صلاة الفجر في مسجد الكوفة، و في أثناء الصلاة ضربه عبد الرحمن بن ملجم بسيف مسموم على رأسه، فقال علي جملته الشهيرة: "فزت ورب الكعبة" ، وتقول بعض الروايات أن علي بن أبي طالب كان
في الطريق إلى المسجد حين قتله بن ملجم ؛ ثم حمل على الأكتاف إلى بيته وقال:
«أبصروا ضاربي أطعموه من طعامي، واسقوه من شرابي، النفس بالنفس، إن هلكت، فاقتلوه
كما قتلني وإن بقيت رأيت فيه رأيي» ونهى عن تكبيله بالأصفاد وتعذيبه. وجيء له
بالأطباء الذين عجزوا عن معالجته فلما علم علي أنه ميت قام بكتابة وصيته كما ورد في
مقاتل الطالبيين. ظل السم يسري بجسده إلى أن
توفي بعدها بثلاثة أيام، تحديدا ليلة 21 رمضان سنة 40 هـ عن عمر يناهز 64 حسب بعض الأقوال وبعد مماته تولى عبد الله بن جعفر والحسن والحسين غسل علي بن أبي طالب وتجهيزه ودفنه، ثم اقتصوا من بن ملجم بقتله ولقب
الشيعة علي بن أبي طالب بعدها بشهيد المحراب
وعبدالرحمن بن ملجم أحد الخوارج كان قد نقع سيفه بسم زعاف لتلك المهمة. ويُروى أن ابن ملجم كان اتفق
مع اثنين من الخوارج على قتل كل من معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وعلي بن أبي طالب يوم 17 رمضان، فنجح بن ملجم في قتل علي وفشل الآخران.
زيغود يوسف
مولده ونشأته
ولد زيغود يوسف في 18 فيفري 1921، بقرية "سمندو"
التي تحمل اليوم اسمه وتقع شمال قسنطينة، زاول تعليمه في الكتاتيب لحفظ القرآن كما درس في المدرسة الابتدائية
ونال شهادة التعليم الابتدائي. ولأسباب كثيرة توقف عن متابعة تعليمه.
نضاله
تأثر الطفل الخجول بخطب ابن باديس. تعلّم من الحدادة أن الحديد لا تلينه إلا النار. فانخرط وعمره 17عاما
في حزب الشعب الجزائري، وأصبح سنة 1938 المسؤول الأول للحزب بـ "عنابة".
بعد انتخابه ممثلا لحركة انتصار الحريات
الديمقراطية، انضمّ للمنظمة
الخاصة التي أوكل إليها توفير الشروط الضرورية لاندلاع الكفاح المسلح وكان لمجازر
الثامن ماي 1945 الأثر البليغ في انضمامه إلى الحركة.
سنة 1950 ألقت الشرطة
الاستعمارية القبض على زيغود يوسف بتهمة الانتماء إلى المنظمة الخاصة إلى غاية
أبريل 1954 تاريخ فراره من سجن عنابة أصبح عضو
حرب التحرير الجزائرية
في 1954 التحق باللّجنة الثورية
للوحدة والعمل. في ،أول نوفمبر 1954 كان إلى جانب ديدوش مراد، مسؤول الشمال القسنطيني الذي أصبح يُسمَّى الولاية الثانية حسب
تقسيم جيش التحرير الوطني.
بعد استشهاد ديدوش مراد، تولى زيغود يوسف خلافته ومن موقع هذه المسؤولية قام بتنظيم الهجوم
الشهير، هجوم 20
أوت 1955 الذي كان له أثر كبير في التجنيد الشعبي من أجل معركة التحرير، بعد
عام كامل وفي 20 أوت 1956 انعقد مؤتمر الصومام الذي وضع الهياكل التنظيمية للثورة وعُيِّن زيغود يوسف عضوا بالمجلس
الوطني للثورة الجزائرية مع ترقيته إلى رتبة "عقيد" في جيش التحرير
وتأكيده قائدا للولاية الثانية.
استشهاده
بعد عودته إلى الولاية الثانية وشروعه في
تنفيذ قرارات المؤتمر، وخلال إحدى جولاته لتنظيم الوحدات العسكرية سقط زيغود يوسف
شهيدا في كمين وضعه العدو يوم 23 سبتمبر 1956 وعمره لم يتجاوز 35
سنة.
فاطمة
نسومر
فاطمة نسومر (تسمى أيضا لالة فاطمة نسومر أو لالا فاطمة نسومر)، حيث
"لالة" لفظة توقير أمازيغية تعني "السيدة") (ولدت في وِرجة
قرب عين الحمام حوالي سنة 1830 وتوفيت في بني سليمان في سبتمبر 1863) من أبرز وجوه
المقاومة الشعبية الجزائرية في بدايات الغزو الاستعماري
الفرنسي للجزائر.
النشأة
ولدت فاطمة نسومر في قرية ورجة سنة 1246 هـ/1830م في أسرة تنتمي إلى الطريقة الرحمانية التي أبوها محمد بن عيسى مقدم
زاوية الشيخ سيدي أحمد أومزيان شيخ الطريقة الرحمانية. وقد نشأت نشأة دينية، وكان
لها أربعة إخوة أكبرهم سي الطاهر.
زواجها
في السادسة عشر من عمرها قرر أبوها تزويجها
من يحيى ناث إيخولاف، وهو من بني أخوالها، لكنها رفضت الزواج منه لتستكمل علومها
الدينية. وعندما زفت إليه تظاهرت بالمرض فأعادها إلى منزل والدها ورفض أن يطلقها
فبقيت في عصمته طوال حياتها. آثرت حياة التنسك والانقطاع والتفرغ للعبادة، كما
تفقهت في علوم الدين وتولت شؤون الزاوية الرحمانية بورجة. وبعد وفاة أبيها وجدت فاطمة
نسومر نفسها وحيدة منعزلة عن الناس فتركت مسقط رأسها وتوجهت إلى قرية سومر حيث
يقيم أخوها الأكبر سي الطاهر، وإلى هذه القرية نسبت (النون في الأمازيغية
للإضافة). تأثرت لالة فاطمة نسومر بأخيها الذي ألم بمختلف العلوم الدينية
والدنيوية مما أهله لأن يصبح مقدما للزاوية الرحمانية في المنطقة وأخدت عنه مختلف
العلوم الدينية، ذاع صيتها في جميع أنحاء القبائل.
مقاومتها للاحتلال
اتصلت فاطمة نسومر بالزعيم الجزائري المقاوم بوبغلة (محمد بن عبد الله) دفاعا عن منطقة جرجرة، فشاركا معا
في معارك عديدة، وجرح بوبغلة في إحدى المعارك فأنقذت فاطمة حياته وقد طلبها للزواج، فلم تستطع لتعليق زوجها الأول عصمتها.
اشتركت فاطمة في معركة 18 يوليو/تموز 1854 التي هزم فيها الفرنسيون وانسحبوا مخلفين أكثر من 800 قتيل منهم 25 ضابطا
جند الجنرال الفرنسي روندون سنة 1857 جيشا قوامه 45 ألف رجل بقيادته شخصيا، واتجه به صوب قرية آيت تسورغ حيث تتمركز قوات
فاطمة نسومر المتكونة من جيش من المتطوعين قوامه 7 آلاف رجل وعدد من النساء.وقد
قتلت 10 جنرالات
شاركت فاطمة نسومر بجانب الشريف بوبغلة في
المقاومة والدفاع عن منطقة جرجرة وفي صد هجمات الفرنسيين على أربعاء ناث ايراثن
فقطعت عليه طريق المواصلات ولهذا انضم إليها عدد من قادة الأعراش وشيوخ القرى
فراحت تناوش جيوش الاحتلال وتهاجمها ويقال أنها هي التي فتكت بالخائن سي الجودي،
وأظهرت في إحدى المعارك شجاعة قوية، أنقاذ الشريف بوبغلة المتواجد في قرية سومر
إثر المواجهة الأولى التي وقعت في قرية "تزروتس" بين قوات الجنرال
"ميسات"
Maissiat والسكان، إلا أن
هؤلاء تراجعوا بعد مقاومة عنيفة، لغياب تكافؤ القوى، عدة وعددا وكان على الجنرال
أن يجتاز نقطتين صعبتين، هما : ثشكيرت وثيري بويران، وفي هذا المكان كانت
لالة فاطمة نسومر تقود مجموعة من النساء واقفات على قمة قريبة من مكان المعركة وهن
يحمسن الرجال بالزغاريد والنداءات المختلفة، مما جعل الثوار يستميتون في القتال.
شارك الشريف بوبغلة في هذه المعركة وجرح فوجد الرعاية لدى لالة فاطمة نسومر.
حققت انتصارات أخرى ضد العدو بنواحي
(إيللتي وتحليجت ناث وبورجة، تاوريرت موسى، تيزي بوايبر) مما أدى بالسلطات
الفرنسية إلى تجنيد جيش معتبر بقيادة الماريشال راندون وبمؤازرة الماريشال ماك
ماهون الذي أتاه بالعتاد من قسنطينة ليقابل جيش لالة فاطمة الذي لا يتعدى 7000
مقاتل وعندما احتدمت الحرب بين الطرفين اتبع الفرنسيون أسلوب الإبادة بقتل كل
أفراد العائلات دون تمييز ولا شفقة وفي 19 ذي القعدة 1273 هـ/11 يوليو 1857 أسرت مع عدد من
النساء.
وفاتها
وضعت فاطمة في "سجن يسر" وسط الجزائر تحت حراسة مشددة، وقد توفيت في سبتمبر/ 1863 عن عمر ناهز 33 سنة
على إثر مرض عُضال تسبب في شللها.
ان المقاومة فاطمة نسومر بعد القاء القبض
عليها في وادي يسر، حوكم عليا بالاقامة الجبرية بني سليمان ثم انتقلت إلى تورتاتين
بمنطقة العيساوية التي تبعد 10 كليلومتر عن مدينة تابلاط التي تحتضن الزاوية العيساوية التي كان يديرها الباي محي الدين كسجن
اختارته لنفسها للتعبد والدراسة حتى مرضت ووانتقلت إلى جوار ربها دون أن يتجاوز
عمرها 33 سنة. ويقال انها ماتت مسمومة ففرنسا كانت تخاف تاثير جان دارك الجزائر كما وصفها الجنرال راندون.
تم دفنها في مقبرة سيدي عبد الله غير البعيدة عن المكان قبل أن يتم نقل رفاتها إلى مربع الشهداء بمقبرة العالية سنة 1995. المكان حاليا هو متحف سمي على اسمها دشنته وزيرة الثقافة عام 2009.
تم دفنها في مقبرة سيدي عبد الله غير البعيدة عن المكان قبل أن يتم نقل رفاتها إلى مربع الشهداء بمقبرة العالية سنة 1995. المكان حاليا هو متحف سمي على اسمها دشنته وزيرة الثقافة عام 2009.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق