الأحد، 3 يناير 2016

عادات وتقاليد الجنوب الجزائري



عادات وتقاليد الجنوب الجزائري
يعمل المجتمع على المحافظة على كيانه، بالتّمسك بمجموعة من السّلوكيات التّي تعبّر عن أصالته وثقافته و تميّزه عن غيره من المجتمعات يطلق عليها العادات والتّقاليد، وباعتبار العادات والتّقاليد جزء من الهوية الثّقافية والّتراث الوطني، تعترف كل دولة بأنّ واجب القيام بتعيين التّراث الثّقافي والطّبيعي... الذّي يقوم في إقليمها وحمايته والمحافظة عليه وإصلاحه ونقله إلى الأجيال المقبلة، يقع بالدّرجة الأولى على عاتقها، وسوف تبذل كل دولة أقصى طاقتها لتحقيق هذا الغرض تختلف العادات والتّقاليد من بلد إلى آخر بل من منطقة إلى أخرى ففي الجزائر مثلا نجد اختلافا واسعا بين سكان الشّرق والغرب على غرار الشّمال والجنوب،وهنا نذكر بصفة خاصّة سكان الجنوب الصّحراوي الجزائري ،الذّين يتميّزون بتمسك شديد للعادات والتّقاليد عبر ممر العصور، فهي تضرب في عمق الأصالة لديهم ،وتعكس مدى حبهم للبساطة. يعتبر سكان الجنوب العادات والتّقاليد مرآة عاكسة لمقوماتهم الشّخصية والفكرية ،كما يعتبرونها منبعا للفخر والاعتزاز.
المجتمع الجزائري غني بالعادات والتّقاليد وهي تمثّل رمز أصالته وامتداد جذوره في التّاريخ البعيد ،فلكل طريقته و أسلوبه في ممارستها، وهي تختلف من ولاية لأخرى ومن فئة لأخرى مثل تندوف ،بشار، الجلفة ،والبدو الرّحل...... ومن العادات والتّقاليد التّي يزخر بها الجنوب الجزائري ما يلي:
تندوف
الزي التقليدي
يتسم الزي التقليدي التندوفي بالخصائص التالية:
بالنسبة للرجال: يتكون من الدراعة والتي هي عبارة عن قماش من الحرير مشقوقة من الجانبين تتلائم والطبيعة الصحراوية تحمل طرز في الأعلى وتتدلى الجيوب بالإضافة إلى القميص أو العباءة وسروال( ستم ) والقشـاط
بالنسبة للنساء: يوجد ما يسمى بالملحفة و هي عبارة عن قماش عريض مختلف الألوان منها الرفيع و المتوسط.

التظاهــرات و الأعيــــاد
معروف سيدا حمد الرقيبي
يحتفل به سنويا عشرة أيام بعد المولد النبوي الشريف وهي عادة موروثة من جيل لآخر تدوم هذه الأخيرة لمدة أسبوع تذبح فيها الجمال و تنظم مآدب للغداء والعشاء لفترة ثلاثة أيام لأهل المدينة و أبناء السبيل و تتخللها استعراضات فلكلورية محلية ومزيج من الطبول و الفنون الشعبية.
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
الذي يعتبره سكان المنطقة الليلة التي لا ينام فيها الناس حتى مطلع الفجر تقام عادة في المساجد و البيوت و يؤخذ في المدح حتى ساعات متأخرة من الليل .
الاحتفال بموسم سيدي محمد المختار بالعمش يوم10 أكتـوبر من كــل سنــــة.
الأكلات الشعبيــة : يمتاز المطبخ التندوفي بأطباق مختلفة شعبية خاصة منها: البنافة، بلغمان،
تيدقيت ،و لمريس وهي تمثل لهم ألذ الأطباق الرّئيسية.
قد كان لتشبث أهل البادية بقيمهم العربية العريقة، وبتعاليم دينهم الإسلامي، وحفظ القرآن وترتيله دور كبير في نقاء لغتهم، وتواصل تقاليده. وتبعاً لطبائع البدو الذي يميلون بالفطرة، في اختيار أماكن إقامتهم، إلى البطاح الشاسعة الواسعة، فقد وجدوا في الجنوب الجزائري، أنسب مكان لحلهم و ترحالهم.إنّ الاتصالات الدائمة بين البدو، والحضر، لم يكن لها أي تأثير سلبي على عادات وتقاليد أهل البادية، بل بالعكس كان للبدو في كثير من الحالات تأثير بالغ الأثر، في نفوس وعادات وتقاليد أهل المدن. لما يتسم به البدوي، من عفوية، وذكاء وحسن سلوك،
ولما يمتاز به من شهامة، و شجاعة وصدق وفصاحة وجمال في التعبير... و مقدرة في المبادرة، وسرعة
البديهة والإبداع... فعندما رأى البدوي /الدراجة الهوائية/ أطلق عليها مباشرة اسم /الدوامة/ ... وأطلق اسم /السماع/ على المذياع،
والرفرافة على الطائرة العمودية... والبهرة، على الأنوار الاصطناعية. ولم يكن هناك شيء مستحدث يشاهده البدوي، إلا ويعطيه اسماً يتناسب مع بعض خصائصه.‏
المرأة في البادية، أكثر محافظة على سلامة اللغة وإثرائها من الرجل، وذلك بسبب محافظتها التلقائية الصارمة على عاداتها وتقاليدها الأصيلة، وعدم اتصالها بمن هم ليسوا من قومها، وشدة حذرها من الأجانب.و في الجنوب الجزائري،
نجد إلى حد الآن كثيراً من المفردات العربية، التي أصبحت في حكم النادرة نجدها مستعملة لدى السكان هناك، مثل: غبش غامر...ينطع..يبرك... إلى غير ذلك من المفردات الكثيرة التي يصعب حصرها... وظاهرة التفاؤل، والتشاؤم، والتطير ما زالت إلى اليوم منتشرة بين أغلبية أبناء البادية والجزائرية, لذلك فهم
يطلقون على بناتهم أسماء متفائلة مثل: مبروكة، ومسعودة، وهنية، ونعيمة، وآمنة بالإضافة إلى الأسماء العربية المعروفة مثل فاطمة، وخديجة وزينب... وأسماء أخرى: مثل الواهمة، والناعسة، والجازية، أما الصبيان، فهم خوفاً من الحسد وحتى يتمتع أولادهم بطول العمر، يطلقون عليهم أسماء كريهة، مثل الأعرج والأعوج والأكوص، والأطرش،
والعقون، الأحول، والأنف، والبشايب، وطبعاً يستعملون الأسماء العربية المعروفة مثل تأمر وعامر وجابر و محمد وأحمد وزيد... وغيرها....‏ لا يستعملون أسماء أبنائهم ككنية لأسمائهم كما هو الحال في بدو المشرق العربي، فلا يقولون: "أبو فلان"، أو "أم فلان"، وإنما قد يسمى الطفل منذ ولادته بكنية تابعة لاسمه، لا علاقة لها بوالديه، مثل
أبو القاسم محمد العلوي، وابن الفضل علي الزياني، وأبو زيد أحمد الإبراهيمي وهلم جرا... وقد تسمى البنت منذ ولادتها أم السعد... أم الخير... أم الفضل... الخ. وبالنسبة للمرأة المتزوجة، فمن النادر أن تنادي أو تخاطب زوجها باسمه الصريح، إنما تشير إليه بقولها: ... أنت... أو اسمع... أو هو.. أو هذاك...!.. نظراً لكون البدوي، بطبعه، كثير الحركة والتجوال في أرجاء الصحراء الواسعة، فإنك عندما تسأله عن مكان ما، ويجيبك بإشارة من يده، مع حركة عمودية من رأسه وهو يقول لك: هناك... فاعلم أنك ستسير ثلاثين أو أربعين ميلاً، حتى تصل إلى ذلك المكان.‏




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق