الإمبراطورية الفارسية
الإمبراطورية
الفارسية
أو فارس (بالفارسية:شاهنشاهی ایران) هو الاسم التاريخي للمنطقة التي قامت عليها الإمبراطوريات
والدول الفارسية الكردية اللتان كانتا قومية واحدة وانفصلتا عبر الزمن وإن كانت
اللغتان ما زالتا متشابهتان إلى حد كبير جدا والتي تشكل اليوم إيران. تقع الإمبراطورية الفارسية
شرق وشمال شبه الجزيرة العربية. تأسست الإمبراطورية الفارسية عام 559 ق.م. بواسطة كورش.وتعتبر الإمبراطورية
الفارسية التي تعرف بدولة الفرس أو الدولة الكسورية، من أعظم وأكبر الدول التي
سادت المنطقة قبل العصر الإسلامي، حتى إنها فاقت الإمبراطورية البيزنطية في الشهرة
والقوة، ولقد مرت هذه الدولة بعدة أطوار قبل البعثة وبعده.لم يعرف الفرس الديانات
السماوية التي سبقت ظهور الإسلام إلا بنطاق محدود جداً، وكان أكثرهم على المجوسية, فمنذ القرن الثالث الميلادي
صارت الزرادشتية ديناً للدولة, وقد تدهورت
أخلاق رجال الدين الزرادشتي فوصفوا بالارتداد والحرص والاشتغال بحطام الدنيا,
وحاول كسرى الثاني تجديد الزرادشتية وإحياء معابد النيران ونشر تفسير جديد لكتابها
الآفستا وكانت عقوبة من يخرج عليها الإعدام. وتقوم العقيدة الزرادشتية على الثنوية، أي وجود إلهين في الكون
هما إله النور اهورا مزدا وإله الظلام (أهريمن) وهما يتنازعان السيطرة على الكون، ويقف البشر الأخيار مع
إله الخير، والأشرار مع إله الظلام، وتقدس الزرادشتية النار، وقد أقيمت معابد
النيران في أرجاء الدولة، ويعرف رجال الدين الزرادشتيون بالموابذة وكل منهم يرأس
مجموعة يسمون الهرابذة وهم الذين يخدمون نار المعبد في كل قرية.
الإمبراطورية الأخمينية
الأخمينيون أو الأخمينيديون
(بالفارسية: هخامنشیان) هم أسرة
ملكية فارسية كونت لها إمبراطورية في فارس عام 559 ق.م. واستولت علي ليديا (غرب الأناضول)
وبابل
وإيران
وفلسطين ومصر، التي امتدت
في أوجها إلى جميع أرجاء الشرق الأدنى، من وادي السند إلى ليبيا، وشمالاً
حتى مقدونيا. وهكذا فقد تمكنوا من السيطرة على جميع
الطرق التجارية المؤدية إلى البحر الأبيض المتوسط عبر البر
والبحر؛ وقام ملوك الأخمينيين بإعادة بناء الطريق من منطقة {السوس Susa في عربستان} إلى { سارديز Sardis} بالقرب من أفسس وسميرنا. أشهر ملوكها دارا (داريوس) الذي
حاول غزو أثينا باليونان فهزم. وأسقط الإسكندر الأكبر هذه الإمبراطورية عام 331 ق.م. ومن
ملوكها قمبيز وقورش (سيروس). وتعتبر فترة حكم هذه
الإمبراطورية هي فترة الحضارة الفارسية.
استقرت قبائل
الفرس البدوية في الجنوب عند منطقة سموها "فارس" (معناها
السائب والغازي) قرب شيراز اليوم. ولا
تكاد توجد أي نقوش تتكلم عن الفرس قبل قوروش الأكبر (الثاني). تصفهم التوراة بأنهم
"أناس برابرة جداً وسفاحون لا يرحمون أحداً". جاء اليهود المنفيين ببابل بقورش
الاخمني ونصبوه على شعوب المنطقة عنوة حيث دمر حضارتهم واستعبدهم وأزالهم عن
الوجود عن بكرة ابيهم. قام قوروش باحتلال مملكة مديا أولاً، عن طريق تأليب
المعارضين لها وإثارة الفتن. وبعدما استولى عليها، قام بالهجوم على بابل مركز حضارة
العالم القديم. ثم توسع إلى بلاد الشام، وكذلك إلى غرب الأناضول إلى بحر إيجة. وتوسع شمالاً إلى جبال القوقاز. كما توسع شرقاً في آسيا الوسطى إلى أقصى ما وصلت إليه الحضارة (يعتقد
بوصوله إلى حدود قرقيزستان). وقام ابنه من
بعده باحتلال مصر، ثم انشغل
أحفاده بحروب ضد اليونان وشعوب البحر الأسود.
مات قورش عام
530 ق.م. وتولي إبنه قمبيز الثاني الذي إستة لي علي مصر عام 525 ق.م. وأصبحت إمبراطوريته تمتد من نهر السند حتي نهر النيل وفي أوروبا
حتي مقدونيا التي كانت تعترف بالسيادة الفارسية. وبعد انتحاره عام 533ٌ ق.م. تولي إبنه داريوس (دارا) الأول (الأكبر) وأخمد الحروب
وحكم الإمبراطورية الفارسية حكما مطلقا لأنه يتمتع بالحق الإلهي وكانت البلدان
التابعة له تتمتع بحكم ذاتي وكان الحكام بها أقوياء يتجسسة ن لحسابه. وأنشأت هذه
الإمبراطورية الطرق المتفرعة والتي كانت توصل مدبنة سوس العاصمة بالخليج جنوبا وبالبحر الأبيض المتوسط وبحر إيجه.
وظل داريوس في حرب مع الإغريق حتي وفاته عام 486 ق.م. وكان قد أخضع المدن الإغريقية في آسيا
الصغرى.
وبعده تولي
إبنه إجزركسيس الذي أخمد ثورة المصريين علي حكم الفرس. وأراد أن ينتقم من أثينا
واليونانيين بعد تمرد الأيونيين أيام أبيه. فتواصلت مسيرة جيشه حتي بلغت الأكروبول
علي مشارف أثينا. لكنه انهزم أمام صمود الأثينيين عام 497 ق.م. وأغرقوا الأسطول الفارسي في مياه ميكال.
وفي القرن الرابع ق.م. ضعفت دولة الفرس. وكانت فريسة سهلة للإسكندر الأكبر ودارت
بينه وبينها حروب استمرت منذ عام 334 ق.م. وحتي
الإمبراطورية السلوقية
السلوقيون (312 ق.م.، 64 ق.م.) هي سلالة هلنستية ترجع تسميتها إلى مؤسس الأسرة الحاكمة للدولة السلوقية، سلوقس الأول نيكاتور أحد قادة جيش الإسكندر الأكبر، شكلت هذه الدولة إحدى دول ملوك
طوائف الإسكندر(Diadochi)، التي نشأت بعد موت الإسكندر المقدوني، وخلال القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد حكمت منطقة غرب آسيا، وامتدت من سوريا وتراقيا غرباً وحتى الهند شرقاً. كان للسلوقيين
الدور الكبير في تفاعل الحضارة الإغريقية و الحضارات الشرقية. كثيراً ما يرد ذكر السلوقيين لدى المؤرخين
الغربيين كأعداء لروما، خلال
ما عرف بالحروب الرومانية السورية (Roman-Syrian War) في القترة ما بين (192 - 188 ق.م.) بقيادة أنطيوخوس الثالث
الكبير.
تاريخ
كان سلوقس الأول المنصور أحد ملوك
الطوائف
الذين اجتمعوا بعد موت الإسكندر المقدوني في اتفاقية تريباراديسوس (Triparadisus) عند نهر العاصي في سورية عام 321 ق.م. لتقاسم
الإمبرطورية، وكان أن نال سلوقس الأول ولاية بابل، لكنه ما لبث أن
اتجه إلى بطليموس الأول إثر الهجوم الذي شنه القائد أنتيغونوس
الأول مونوفثالموس في العام (316 ق.م)
على شرق الهلال الخصيب، لكنه عاد في العام 312 ق.م. وأعلن بداية الحكم السلوقي رسمياً، وتبع
ذلك في العام 305 ق.م. بتلقيب نفسه ملكا أسوة بباقي ملوك الطوائف، وجعل من سلوقية على دجلة عاصمة لحكمه، وتابع
سلسلة من المعارك في شرق الإمبرطورية، وكان أن تخلى بعد صلح عن مناطق قريبة من الهند لصالح دولة ماوريا
الإمبراطورية البارثية
الأشكانيون أو الأشقانيون
أو الأرشكيون
أو فرثية
بارثية أو فارثية هم السلالة المؤسسة للإمبراطورية البارثية أو بارثيا (بالفارسية القديمة: پرثوه أو پهلوه) هو اسم منطقة تاريخية في شمال شرق إيران تعادل تقريبا
غرب خراسان عرفت بكونها المركز السياسي والثقافي للسلالة الأرشكية التي حكمت الإمبراطورية البارثية. التي حاربت السلوقيين ثم الرومان وبقى سلطانها
خمسا وسبعين وأربعمائة سنة (249 ق م- 226 م)، ويسمى أول ملوكها أرشك وينسب، كدأب الفرس في وصل الأسر الحديثة بالقديمة، إلى كيقباد أو كيكاوس.
تختلف الروايات في عدد ملوكهم ومدّة حكمهم
بين أحد عشر وعشرين ملكا، وبين 266 و 523 سنة. وقد ذكر البيروني روايات مختلفة في عددهم وسنيهم ثم انتهى به التحقيق إلى أن أصح الروايات
ما في كتاب الشابورقان أن ما بين الاسكندر إلى أردشير 537 سنة.
و ذلك قريب جدا من الحقيقة. وقد بين العلامة
المسعودى سبب هذا الاختلاف في مدة دولة الأشكانيين فيما يأتي:
« وبين الفرس وغيرهم من الأمم في تاريخ الاسكندر تفاوت
عظيم. وقد أغفل ذلك كثير من الناس. وهو سرّ ديانى وملوكى من أسرار الفرس لا يكاد
يعرفه إلا الموابذة والهرابذة وغيرهم من ذوى التحصيل منهم والدراية، على ما
شاهدناه بأرض فارس وكرمان وغيرهما من أرض
الأعاجم.
و يقول مؤرّخو العرب والفرس أن الأشكانيين
كانوا أعظم ملوك الطوائف الذين نبغوا في بلاد الفرس بعد الاسكندر، وأن هؤلاء كانوا
يقرون بزعامتهم، وأن ملوك الطوائف كانوا زهاء تسعين.
الإمبراطورية الساسانية
السلالة الساسانية أُسّستْ مِن قِبل الملك
أردشير الأول بعد هَزيمة ملكِ ألبارثيين / ألفرثيين الاشكانيين الأخير أرتبانوس الرابع،
وانتهتْ عندما حاول ملك الدولة الساسانية الأخير يزدجرد الثالث (632 -651) مكافحة الخلافة
الإسلامية المبكرة أوّل الإمبراطوريات الإسلامية لمدة
14 سنة.
أرض الإمبراطوريةَ الساسانية أحاطتْ كل إيران اليوم، العراق، وأجزاء من أرمينيا وأفغانستان، والأجزاء الشرقية من تركيا، وأجزاء من باكستان. سمى الساسانيون إمبراطوريتهم (إيران شهر) أي سيادة الإيرانيين
الآريون. جاء في أطلس تاريخ
الإسلام (ص49): "هناك مبالغة في نصوص تصوير اتساع
دولة فارس في العصر الإيراني، لأن فارس لم تكن قط في أي عصر من عصور تاريخها قبل
الإسلام دولة ثابتة الحدود. إنما كانت حدودها تتسع أحياناً في عصور الملوك
الأقوياء، وتنقبض في عصور الضعفاء وهم الأكثرون".
العصر الساساني يحيط طول فترة العصر القديمِ
المتأخّرةِ، ويعتبر أحد أهم العوامل المؤثرة في تاريخ إيران القديم، شهدت الفترة
الساسانية الإنجاز الأعلى الميدية، وشكّلتْ هذه الفترة الإمبراطوريةَ
الإيرانيةَ العظيمةَ الأخيرةَ قبل الغزو الإسلاميِ وتبني الإسلامِ.
أَثرت بلاد فارس على الحضارة
الرومانية إلى حدٍّ كبير أثناء العهد الساساني، تأثيرهم
الثقافي يَمتدُّ أبعد كثيراً إلى ما وراء حدودِ الإمبراطوريةَ الإقليميةَ، يَصِلُ
بقدر ما إلى أوروبا الغربية، أفريقيا، الصين، والهند، وأيضاً لعب دوراً بارزاً في تشكيلِ أنواع من الفنون في القرون الوسطى الأوروبية والآسيوية.
دخل هذا التأثيرِ إلى العالم الإسلاميِ مبكراً، حوّلتْ ثقافة السلالةَ الفريدةَ والأرستقراطية والفتح الإسلاميَ لإيران إلى عصر نهضةٍ فارسي.
0 التعليقات لــ "الإمبراطورية الفارسية"